الن
شك ان الرجل و المرأة لا يختلفان من جهة الخلقة و الإستعداد العقلي .
قال تعالى :
( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ... )
والأنسان في الآية تشمل الرجل والمرأة
إلاّ أنّهما يختلفان من حيث العاطفة و الإحساس ،
فالمرأة أكثر عاطفة و إحساساً
و أقلّ تعقلاً و تفكّراً و الرجل عكس ذلك ،
لأن العاطفة و الإحساس يضعفان التعقّل و التفكّر ،
فكلما ازداد الإنسان عاطفةً و إحساساً قل تعقلاً
سواء كان رجلاً او امرأة .
و المرأة تحتاج الى هذه العاطفة في الحياة الزوجية
لا سيما في المسائل التربوية ،
كما أن الرجل يحتاج الى العقل القويّ ليدبّر أمره و معيشته .
فالرجل يحتاج الى عاطفة المرأة
و المرأة تحتاج الى عقل الرجل و تدبيره ،
و بعبارة اخرى نقصان عقل المرأة بسبب العاطفة و الإحساس ،
وذلك يتم بعقل الرجل ،
و نقصان عاطفة الرجل يتم بعاطفة المرأة ،
فكلّ منهما مكمّل للآخر .
و بذلك يحصل الاطمئنان و السكون المطلوب في الاسرة .
و نقصان عقل المرأة بهذا المعنى و معنى النسيان و نقصان الذاكره ،
المستفاد من آية 282 من سورة البقرة ،
لا يُعد ذماً و تحقيراً للمرأة بل هو بيان الواقع الذي تعيشه المرأة ،
و ايضاً فإن هذا الاختلاف في العقل و التعقل
هو حكمة إلهية للرجل و المرأة كما أوضحنا ذلك .
و لعل المراد من كلام أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب علية السلام)
من (( إن النساء نواقص العقول ) هو هذا المعنى الذي ذكرناه ،
أي : نقصان الذاكره ،
و الدليل على ذلك هو التعليل الذي يذكره الامام علي (ع)
لنقصان عقل النساء و هو كون شهادة الإمرأتين كشهادة رجل واحد ،
و لقد علّل القرآن ذلك بقوله :
(( ان تضّلّ إحداهما فتذكر إحداهما الاخرى))
و الضلال هنا يقابل التذكر ،
فهو يخالفه أي : الضلال عن التذكر ، يعني النسيان
فالنتجية :
أن من خلال بعض الآيات و الروايات و من خلال العلم و التجربة
لا بُد من التسليم ،
أن هناك تفاوتاً بين عقل الرجل و المرأة إلا ان هذا التفاوت ،
في العقل الذاتي الطبيعي الذي يُدرك به الأمور النظرية فقط ،
لا العقل العملي التجريبي ،
فهما في العقل العملي متساويان..
والعقل عقلان: عقلُ الطبعِ و عقل التجربة ،
و كلاهما يؤدي الى المنفعة ..
أخواني وأخواتي المحترمين
قال أمير المؤمنين علي علية السلام :
«معاشر الناس ان النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول فاما نقصان ايمانهن فقعودهن عن الصلاة و الصيام فى أيام حيضهن، و اما نقصان عقولهن فشهادة امرأتين كشهادة الرجل الواحد، و اما نقصان حظوظهن فموارثيهن على الانصاف من مواريث الرجال»
للاجابة عن هذه الشبهة نرى من اللازم تقديم مقدمة فى مجال المدح و الذم الواردة فى بعض الآيات و الروايات.
الثناء و الذم تابعان للظروف الموضوعية:
أحيانا و بسبب الظروف الموضوعية سواء كانت تاريخية، زمانية أو مكانية، نرى ظاهرة من الظواهر أو مدينة من المدن أو قبيلة من القبائل، تتعرض للمدح هى أو ما يتعلق بها، وهذا المدح و الثناء لهذه الظاهرة لا يعنى بالضرورة ان أصل هذه الظاهرة و طبيعتها شىء يستحق الثناء لذاته أو يستحق الذم لذاته.
بل يحتمل ان الأرضية المناسبة قد توخرت و كانت الباعث الى صدور مثل هذه الأحكام؛ فعلى سبيل المثال لو رأينا ان قبيلة من القبائل تعرضت للمدح و الثناء، فمن المحتمل ان هذه القبيلة قد برز منها رجال يحملون من الصفات المثلى قاموا باعمال قيمة وهامة فى زمانهم كانت هى السبب الذى ادى الى صدور هذا الثناء بحق قبيلتهم و من المحتمل أيضا أننا اذا طوينا فترة زمنية اخرى نرى قيام رجال على العكس ممن سبقهم يكونون.
الغنى المالى ليس كمالا:
النكتة الجديرة بالاهتمام أيضا انه قد ورد فى النص المذكور ان «النساء نواقص الحظوظ» ثم فسر النقص هذا بالجانب المالى فقال «و اما نقصان حظوظهن فمواريثهن على الانصاف من مواريث الرجال» علما ان الثابت عندنا فى المفهوم الاسلامى ان المال لا قيمة له فى تقييم الشخصية سلبا أو أيجابا، و من الشواهد التاريخية التى تؤكد ذلك اننا نرى الرسول (ص) فى اليوم الأول الذى وطأت قدماه الشريفتان ارض المدينه مهاجرا اليها من مكة قد استقبل استقبالا رائعا من قابل جميع أهل المدينة بما فيهم كبار التجار و رؤساء القبائل و قد استعد الجميع لاستضافة الرسول (ص) والقيام بخدمته (ص) ولكنه (ص) رفض جميع ذلك و ترك الأمر المشيئة الألهية و قال لهم دعوا الناقة فأنها مأمورة، فأينما ناخت الناقة فهو المنزل الذى سأحل فيه و فعلا نرى الناقة قد أناخت امام باب افقر انسان فى المدينة ماديا و لذلك فالفقر المالى ليس نقصا كما ان الغنى المالى ليس كمالا.
شهادة المرأة و ظاهرة النسيان:
00000000000000
المقطع الآخر الذى ورد فى النص المذكور معللا نقص عقل المرأة بمسألة الشهادة فأن شهادة أمرائين تعادل شهادة رجل واحد، و قد ورد هذا المعنى فى القرآن الكريم قال تعالى «فان لم يكونا رجلين فرجل و امرأتان ممن ترضون من الشهداء» فمن المعلوم ان تحمل الشهادة من الامور الحسية التى تستند الى الحس و المشاهدة، و حضور المرأة كشاهد فى كثير من المواقع اما ان يكون محذورا أو قليلا، و قد اشار القرآن الكريم الى السبب فى هذا التشريع و الحكم و لم يربط القضية بنقص عقل المرأة أو قلة ادراكها و انما علله بقوله تعالى:«ان تضل احداهما فتذكر احداهما الاخرى» و ذلك لان المرأة و بسبب ظروفها الخاصة و محيطها الخاص بها و مهمتها الأساسية فى تربية الأطفال و اعداد الأسرة كل ذلك يجعل المرأة قليلة الالتفات الى ما يحيط بها فى بعض الأحيان و لذلك تحت ضغط ظروفها الخاصة بها قد تنسى ما شاهدته من وقائع و لذلك احتاجت الى ان تذكرها الاخرى، و النكتة الجديرة بالاهتمام ان الآية تشير الى ان الذى يذكر المرأة الناسية هى المرأة الاخرى و ليس الرجل و هذا ان دل على شىء، فانما يدل على الغفلة فقط و ليس نقصان عقل المرأة بما هى امرأة حيث نرى ان المرأة التى تذكر الحادث هى التى تقوم بمهمة التذكير دون الرجل فالقضية اذا تابعة للظرف الخاص و ليست وليد عامل النقص فى عقل المرأة ذم عبادة المرأة من قبل الرجل .
عاشق النرجس